بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه .
قال العلمي:
ـ أولا: الإشارة إلى قولهم: {إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين}، ثم قولهم: {إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل} فيشبه أن يكون قوله: {أنا يوسف وهذا أخي} من نوع التلميح لشيء آخر، تذكيرا لإخوته بما كان سمع منهم، وكأنه يقول: {هذا أخي} الذي كنت قلتم عنه: كيت وكيت، ولم تتذكروه، وتذكروه بعنوان أخوتي له إلا في موضعي الحسد والانتقاد، ولكن في مقابلة ذلك، ها أنا أذكره باسم الأخوة في مقام الافتخار به والمباهاة، فأنا أباهي وأفاخر به، صارخا بين الملأ: {وهذا أخي}.
ـ ثانيا: لما لم يقولوا له: أإنك لأنت أخونا يوسف بل تعارفوا عليه باسمه فقط، غير مقرون بالنسبة الأخوية المشتركة بين الطرفين ـ أجابهم بجواب من نوعه، أي: أنه لم يقل: نعم، أنا أخوكم يوسف ـ بل قال ما معناه: أنا يوسف الذي تسمونه بهذا الاسم كأنه أجنبي عنكم، وهذا أخي الذي أنتسب غليه حيث هو لم يصدر منه ما يشم منه رائحة التباعد عن انتساب أحدنا للآخر، فحيث أنتم لم تذكروني باسم الأخوة، فلا أعدم من أن أذكره بهذا الاسم.
ـ ثالثا: لعل أراد بقوله: {هذا أخي} الإشارة إلى أنه إذا كان يوجد لي أخ حقيقي، فهذا هو الأخ الحقيقي، الذي يقوم بحقوق الأخوة، ولم يمسني بأذى مطلقا، هذا هو أخي الذي شاركني في سرائي وضرائي، هذا هو أخي الذي اجتمعت نفسي ونفسه في صعيد واحد من هموم الحياة وآلامها، كما اجتمعت نفسي ونفسه في صعيد واحد من الغبطة والسرور:
إن أخاك الحق من كان معك ومن يضر نفسه لينفعـــك
ومن إذا ريب الزمان صدعك شتت فيك شمله ليجمعك
ـ رابعا: لعله أراد بقوله : {هذا أخي} إنه الذي حرصتم على التفريق بيني وبينه، وعملتم على بعدي عنه، ها هو جالس بجانبي، هاهو لصيقي، ها هو لا يفصل بيني وبينه إلا مر النسيم، هاهو ذا تسمع أذنه سريرة شفتي، هاهو ذا يشار إليه بإشارة القريب، هاهو ذا بين بصري وسمعي، ضد ما كنتم سعيتم سابقا من التفريق والتبعيد، وهذا على حد ما قيل: أزجر المسيء بثواب المحسن. انتهى
والله تعالى أعلى وأعلم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه .
فوائد التصريح بكلمة { وهذا أخي}.
قال العلمي:
ـ أولا: الإشارة إلى قولهم: {إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين}، ثم قولهم: {إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل} فيشبه أن يكون قوله: {أنا يوسف وهذا أخي} من نوع التلميح لشيء آخر، تذكيرا لإخوته بما كان سمع منهم، وكأنه يقول: {هذا أخي} الذي كنت قلتم عنه: كيت وكيت، ولم تتذكروه، وتذكروه بعنوان أخوتي له إلا في موضعي الحسد والانتقاد، ولكن في مقابلة ذلك، ها أنا أذكره باسم الأخوة في مقام الافتخار به والمباهاة، فأنا أباهي وأفاخر به، صارخا بين الملأ: {وهذا أخي}.
ـ ثانيا: لما لم يقولوا له: أإنك لأنت أخونا يوسف بل تعارفوا عليه باسمه فقط، غير مقرون بالنسبة الأخوية المشتركة بين الطرفين ـ أجابهم بجواب من نوعه، أي: أنه لم يقل: نعم، أنا أخوكم يوسف ـ بل قال ما معناه: أنا يوسف الذي تسمونه بهذا الاسم كأنه أجنبي عنكم، وهذا أخي الذي أنتسب غليه حيث هو لم يصدر منه ما يشم منه رائحة التباعد عن انتساب أحدنا للآخر، فحيث أنتم لم تذكروني باسم الأخوة، فلا أعدم من أن أذكره بهذا الاسم.
ـ ثالثا: لعل أراد بقوله: {هذا أخي} الإشارة إلى أنه إذا كان يوجد لي أخ حقيقي، فهذا هو الأخ الحقيقي، الذي يقوم بحقوق الأخوة، ولم يمسني بأذى مطلقا، هذا هو أخي الذي شاركني في سرائي وضرائي، هذا هو أخي الذي اجتمعت نفسي ونفسه في صعيد واحد من هموم الحياة وآلامها، كما اجتمعت نفسي ونفسه في صعيد واحد من الغبطة والسرور:
إن أخاك الحق من كان معك ومن يضر نفسه لينفعـــك
ومن إذا ريب الزمان صدعك شتت فيك شمله ليجمعك
ـ رابعا: لعله أراد بقوله : {هذا أخي} إنه الذي حرصتم على التفريق بيني وبينه، وعملتم على بعدي عنه، ها هو جالس بجانبي، هاهو لصيقي، ها هو لا يفصل بيني وبينه إلا مر النسيم، هاهو ذا تسمع أذنه سريرة شفتي، هاهو ذا يشار إليه بإشارة القريب، هاهو ذا بين بصري وسمعي، ضد ما كنتم سعيتم سابقا من التفريق والتبعيد، وهذا على حد ما قيل: أزجر المسيء بثواب المحسن. انتهى
والله تعالى أعلى وأعلم.
هل تريد التعليق على التدوينة ؟